Selasa, 09 Desember 2014

دور جامعة جالا بفطاني في تعليم الأقلية المسلمة في تايلاند



مقدمة
            الحمد لله رب العالمين، الناصر لدينه والمتم لنوره، ليظره على الدين كله ولو كره الكافرون، ولو كره المشركون، ولو كره المنافقون. والصلاة والسلام على رسوله الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث قدوة ورحمة للعالمين، أما بعد:
إن الناظر لأوضاع المسلمين في منطقة جنوب شرق آسيا في المجموعة المسماة بالآسيان: تايلاند، وسنغافورة، وماليزيا، والفلبين، يجد أن محاربة الإسلام بتلك البلاد عدا المسلمة (ماليزيا وإندونيسيا) يأخذ نفس الشكل والأسلوب والخطة، فطمس الهوية، وضياع اللغة، ونشر الفاحشة، وترسيخ الجهل والفقر، وإثارة العصبيات، والمواجهة المسلحة، هي نفس المتبع من بلد لآخر. ووسط كل هذه الخطوات الشريرة الموجهة ضد المسلمين، هناك دور عظيم إستراجي الذي قام به التربية والتعليم لمواجهة هذه المحاربة.

التعريف بدولة تايلاند
 موقع دولة تايلاند
تقع تايلاند بين دائرتي عرض 5 شمال خط الاستواء ، و 21 شمالاً، وفي شرقها وشمالها الشرقي توجد لاوس كما توجد بورما إلى الغر ب والشمال الغربي منها وفي جنوبها الشرقي كمبوتشيا وجنوبها خليج تايلاند وماليزيا .
القسم الشمالي من تايلاند تشغله سلاسل جبلية متوازنة تحصر بينها ودياناً نهرية من الشمال إلى الجنوب، وباقي أرضها سهلية في جملتها، وأبرز أنهارها "مينام" وينبع من المرتفعات الشمالية ويصب في خليج تايلاند، ولها جبهتان بحريتان على خليجي تايلاند والبنغال والعاصمة بانكوك، وقدر سكانها بمليونين ونصف المليون نسمة.
ومناخ تايلاند ينتمي للنوع الموسمي المداري، ويسود هذا الصنف من المناخ جنوب شرقي آسيا، وهو في جملته غني بأمطاره التي تتساقط في معظم شهور السنة وتزداد غزارتها في الصيف، غير أن القسم الأوسط من تايلاند شحيح الأمطار، ولقد انعكست الصورة المناخية على الأحوال النباتية التي تكسو أرض تايلاند من الغابات المدارية في الشمال إلى أحراج البامبو في الوسط، وتنتشر أشجار غابات "الساج" وهو نوع ممتاز من الخشب صنع منه باب الكعبة المشرفة، وسقف به المسجد الحرام في عمارة بني العباس.
سكان تايلاند والنشاط البشري فيها
ينتمي سكان تايلاند إلى عناصر التاي الذين قدموا من منطقة يونان بجنوبي الصين، ومن بينهم جماعات الهوى المسلمون، وتضم جماعات من الكمبوتشيين والماليزيين، كما توجد جماعات بدائية: كاللاو، والكارن، والياوس، ويتركز المسلمون بالجنوب حيث يعيش الماليزيون في منطقة فطاني، ويقدر عدد المسلمون بهذه المنطقة بأكثر من ثلاثة ملايين، وهناك ملايين من المسلمين تنتشر في باقي تايلاند.
أما النشاط البشري فيها؛ فالزراعة حرفة أساسية يعمل بها 66 % من القوة العاملة، وأهم غلات تايلاند: الأرز، والذرة ، وقصب السكر، والمطاط، وجوز الهند. وهي ثالثة دول العالم في إنتاج المطاط بعد أندونيسيا وماليزيا، وثروة تايلاند من الأبقار تقدر بحوالي 5,000,000 رأس، ومن الجاموس 6,250,000 رأس، هذا بجانب ثروتها من المعادن مثل الحديد، والملح الصخري، والرصاص، والمنجنيز، والزنك، ومن مواد الطاقة تنتج الفحم.
تاريخ وصول الإسلام إلى تايلاند
اتخذ الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة محورين، محور جنوبي قدم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب، ولهم صلة قديمة بهذه المنطقة لاسيما الحضارمة، وأسس العرب الموانئ على سواحل فطاني في القرن الخامس الهجري، واتسع الإسلام بعد ذلك، وتذكر بعض الروايات اسم شخصيتين عربيتين هما الشيخ أحمد والشيخ سعيد، وأقام الأول بتايلاند ورجع الثاني وتولى الشيخ أحمد هذا عدة مناصب حكومية مهمة ولقب بأحمد الجواهرجي.
زاد انتشار الإسلام في القسم الجنوبي بتايلاند حتى صارت الأمور بأيدي المسلمين، وزاد قدوم العرب واندماجهم بالسكان، وأسس العرب العديد من الموانئ على ساحل القسم الجنوبي المعروف بفطاني، وتأسست دولة إسلامية مستقلة، وارتبطت بعلاقات خارجية مع العديد من الدول. وكان هذا في بداية القرن العاشر الهجري، وحاول التايلنديون احتلال فطاني في سنة 917هـ ، غير أن مقاومة المسلمين بفطاني لم تجعل هذا الاحتلال يعمر طويلاً، فاضطر التايلنديون إلى الانسحاب، وأعادوا الكرة  مرة أخرى في سنة 1200هـ ، بعد انقضاء قرنين على محاولتهم الأولى، واجه المسلمون هذا بمقاومة عنيفة  في سنة 1202هـ ، وأمام هذا التحدي نقل التايلنديون العديد من المسلمين إلى العاصمة بانكوك غير أن هذا جاء بمزيد من المسلمين الذين دخلوا الإسلام، فلقد باشر هؤلاء الدعوة للإسلام في منطقة بانكوك، ونتيجة سيادة الإسلام في فطاني، كتب المسلمون لغتهم بحروف عربية، وأخيراً أدمجت فطاني في مملكة تايلاند في سنة 1327هـ .
كان هذا المحور الجنوبي الذي جاء عن طريقه الإسلام إلى جنوب تايلاند، والمحور الثاني الذي قدم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند محور بري جاء من الشمال من جنوب الصين من منطقة يوونان حيث انتشر الإسلام في منطقة عريضة، وسيطر على مساحة واسعة، وأطلق الصينيون على المسلمين في المنطقة المشار إليها "الهوى" ونشط قدوم الإسلام عن طريق هذا المحور الشمالي لاسيما في عهد الإمبراطور "قبلاي خان" وقدم مع العناصر المهاجرة، وتقدم مع توغلهم في شمالي تايلاند، وتمركز الإسلام في بقاع شتى من وسط وشمال تايلاند، وحصيلة هذا المحور الآن 7 ملايين مسلم، ويشكل المسلمون الآن خمس جماعات سلالية كبيرة في تايلاند من العرب والفرس والهنود والصينيين والماليزيين والتايلانديين.
حالة المسلمين في تايلاند
نشط المسلمون في القرن الماضي وفي النصف الأول من القرن الحالي، فتولوا مناصب مهمة في الدولة، تولى أحدهم رئاسة الوزراء بعد الحرب العالمية الثانية وقيادة الجيش والأسطول، غير أن هذا الوضع تبدل منذ سنة 1350هـ، بسبب تحدي البوذيين، وخلاصة القول أن في تايلاند الآن حوالي 8,162,000 من المسلمين على الرغم من أن الإحصائيات تخفض هذا العدد إلى النصف، وتشير إليهم المصادر الغربية بأقل من مليونين، وللمسلمين بتايلاند مجلس إسلامي، وهناك العديد من المساجد، فبلغ عددها في مقاطعة بانكوك أكثر من 130 مسجداً، وهناك عدد من الجمعيات الإسلامية والهيئات الخيرية والمدارس الابتدائية الإسلامية، وهناك مجالس إقليمية متعددة إلا أن الكثير منها مجرد مجالس شكلية، وتخصص الحكومة للمسلمين 10 % مما يخصص للبوذيين من ميزانية الدولة، وهذا لا يتفق مع نسبتهم، وتصل نسبة المسلمين في الولايات الجنوبية إلى 85 % وكذلك يتركز المسلمون في الوسط .
يوجد بتايلاند حوالي 2500 مسجد ومصلى وطبقاً للإحصاء الحكومي يوجد 358 مسجداً في فطاني، 314 مسجداً في ناراثيوات ، 198 مسجداً في ستنج خولا، 155  مسجداً في يالا، 134 مسجداً في بانكوك، وهذا إحصاء للمناطق التي بها أكثر من 100 مسجد، وهناك عدد من المساجد يوجد في المناطق  الشمالية، ولقد بنت الحكومة مسجداً مركزياً في فطاني في سنة 1384هـ، وآخر في بانكوك، وهناك مخطط لبناء مثل هذا المسجد في الولايات الأخرى ترضية للمسلمين، وهذا المخطط معطل، وقد قرر المجلس الأعلى للمساجد بناء خمسة مساجد في تايلاند، وفي بانكوك مركز إسلامي، وهو الوحيد في تايلاند.
وقد ترجمت معاني القرآن الكريم إلى لغة التاي، تحت رعاية مجلس الشئون الإسلامية الحكومي، وقام بالترجمة الحاج إسماعيل بتشجيع من تايلاند، ولم يتم طبع هذه الترجمة حتى عهد قريب، وربما صدرت في الآونة الأخيرة، والمترجم هو شيخ الإسلام في تايلاند، وهناك ترجمة أخرى قام بها الحاج إبراهيم قرشي، وطبعت في ثلاث مجلدات وصدرت منها طبعة ثانية، وفي جنوب تايلاند تستخدم التراجم الماليزية للكتب الإسلامية كما طبعت نسخ عربية من القرآن الكريم في تايلاند، والحاجة ماسة لترجمة الكتب الإسلامية إلى لغة التاي.
وفي تايلاند جريدتان إسلاميتان شهريتان واحدة منهما تصدرها رابطة العالم الإسلامي وتسمى الرابطة، والثانية كانت تسمى الجهاد وتوقفت أخيراً ، ويصل عدد الحجاج من تايلاند حوالي 5000 سنوياً وتطبق الشريعة الإسلامية في حوالي أربع محافظات جنوبية، وعين قاضيان لكل محافظة.

لمحة موجزة عن فطاني المحتلة

موقع فطاني وأصل سكانها
أولاً مساحة تايلاند تبلغ 520 ألف كيلو متر مربع ويبلغ تعداد سكانها حوالي خمسة وأربعين مليوناً يدين أكثرهم بالبوذية الهندية وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 18% من السكان يرجع أصلهم إلى منطقة فطاني.
وفطاني هي المنطقة الواقعة في القسم الجنوبي من تايلاند، وتجاور الملايو، بين دائرتي عرض 5 ْ شمال خط الاستواء و 8 ْ شمالاً، وتتكون من أربع ولايات هي فطاني، وبنغنارا، وجالا وسانول، ونسبة المسلمين بين سكانها 80 % (3 مليون) ويتحدث الفطانيون اللغة الملاوية، ويكتبونها بحروف عربية، وتختلف منطقة فطاني عن باقي تايلاند، عرقياً ولغوياً وجغرافياً.
ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية، ووصل الإسلام إلى فطاني عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.
عندما احتل البرتغاليون الصليبيون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها فقام التايلانديون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.
ولكن الصليبية العالمية لم تكن لتهدأ ويرتاح لها بال طالما للإسلام دولة بتلك البقاع السحرية من العالم فدخل الإنجليز أعدى أعداء الإسلام حلبة الصراع ودعموا التايلانديين البوذيين للهجوم على فطاني وقمع الثورات وتهجير المسلمين من البلد حتى أعلنت تايلاند ضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين وكان هذا الضم إيذاناً بعهد لجديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم.
محاولة استقلال فطاني عبر التاريخ
بعد أن استولى على فطاني التايلنديون، وقسموها إلى سبع مقاطعات لإضعاف مقاومتها،  الفطانيون قاموا بالثورة في سنة 1202هـ بقيادة الأمير تنكو علم الدين، إذ أعلن سلطان فطاني الاستقلال ولكن هذه الثورة فشلت وعين ملك تايلاند، داتو فنكلان وزير بحرية فطاني السابق حاكماً على فطاني، ولكنه ما لبث أن أعلن استقلال فطاني وثار على تايلاند في سنة 1223هـ.
وبعد هذه الثورة قسم التايلنديون فطاني إلى ولايات صغيرة، وشردوا زعماء فطاني ووضعوا بجانب كل أمير فطاني مستشاراً تايلندياً ليكون رقيباً عليه، وفي سنة 1247هـ، قامت ثورة عنيفة في فطاني ولكنها منيت بالفشل أمام هجمات القوات التايلاندية، ونكلت هذه القوات بالفطانيين فهدمت ديارهم وخربت البلاد وقتلت العديد من المسلمين، وأخذت معها إلى العاصمة بنكوك 140 ألف أسير، وزجوا بهم في السجون ووزعوا على الأراضي الحكومية ليعملوا فيها، ثم سلبت سلطات الأمراء المسلمين في سنة 1320هـ، وعينوا حاكماً تايلاندياً على فطاني، وعلى أثر ذلك عمت الفوضى فطاني، وتعاون الاستعمار البريطاني مع السلطات التايلاندية على إخماد الثورات في فطاني .
وفي سنة 1351هـ تغير نظام الحكم التايلاندي إلى ملكي دستوري وتقدم الفطانيون بمطالبهم للسلطات الجديدة، ومنها تعيين حاكم واحد على المقاطعات الأربع في فطاني يكون من أهل البلاد، وأن يعين 80 % من موظفي الحكومة من المسلمين، وأن تكون اللغة الملاوية رسمية إلى جانب السيامية، وتكون لغة التعليم في المدارس الملاوية، ويتم الاعتراف بالشريعة الإسلامية ويتكون مجلس إسلامي له صلاحيات واسعة، ورفضت حكومة تايلاند هذه المطالب وقامت ثورة أخرى في سنة 1352هـ ، وعندما قامت الحرب العالمية الثانية احتل اليابانيون الملايو، وعاون الفطانيون بريطانيا ضد اليابان اعتقاداً منهم بالحصول على الاستقلال بعد أن تنتهي الحرب، وانتهت الحرب ولم يحصلوا على استقلالهم.
ورفع الحاج محمد سولونج رئيس الهيئة التنفيذية للقضاء الإسلامي بفطاني، رفع مطالب الفطانيين إلى هيئة الأمم المتحدة ولكن قبض عليه، وحكمت السلطات التايلاندية عليه وعلى زملائه بالسجن لمدة 3 سنوات، ثم أفرج عنهم واغتيلوا سراً في سنة 1374هـ  – 1954 م.
وفي سنة 1378هـ تكونت عدة منظمات وأحزاب سياسية لمواصلة الكفاح ضد تايلاند، ولكن ألقى القبض على زعماء هذه المنظمات، ولا يزال المسلمون الفطانيون يكافحون ضد تايلاند على الرغم من اشتداد الضربات، ولجأت تايلاند إلى تهجير العديد من البوذيين على فطاني لتخفف من الأغلبية المسلمة، ويعمل هؤلاء كجواسيس على المسلمين الفطانيين واغتصبت السلطات التايلاندية أخصب أراضي المسلمين، ومنحتها للبوذيين حتى تضعف من كيان المسلمين الاقتصادي، كما سيطرت على التعليم ونشرت اللغة السيامية بدلاً من اللغة الملاوية لغة أهل فطاني، بل أغلقت الكتاتيب التي يتعلم فيها أبناء المسلمين قواعد الإسلام، كما اشترطت اللغة التايلاندية للحصول على وظائف في الحكومة، وعزلت فطاني عن العالم الخارجي ونشرت المعابد البوذية بين مناطق المسلمين.
ولجأت تايلاند إلى تحريف في آيات القرآن الكريم والحديث الشريف في الترجمة التايلاندية، وتجاوز الأمر هذا فعمدت السلطات إلى حرق القرى الآمنة ونشر الرعب والخوف بين المسلمين الآمنين، فأصبحوا لا يملكون حرية التعبير عن مشكلاتهم واتهمتهم بالشيوعية حتى تبرر السلطات القبض على من تريد.
إنشاء منظمة حركة التحرير الوطني
وأمام هذه الظروف التي قاسى منها شعب فطاني المسلم اضطر المسلمون إلى توحيد جهودهم في منظمة حركة التحرير الوطني وتضم هذه الحركة جناحين. جناح عسكري يعرف باسم جيش التحرير الوطني الفطاني، وجناح مدني يشمل التنظيم والإعلام، وبدأ الجناح العسكري أعماله منذ سنة 1389هـ لتحرير بعض قرى فطاني، وأخذ في مهاجمة القوات التايلاندية وأعلنت تايلاند الأحكام العرفية في ولايات فطاني الأربع، ثم تدفقت القوات التايلاندية عليها لدحر المقاومة الإسلامية، ولم يقلل هذا من حركة الجهاد الإسلامي في فطاني.
وتتلخص أهدافها في إشعار العالم الإسلامي بما يحدث في فطاني، والمحافظة على التراث والتقاليد الإسلامية، وإعادة السلطة الشرعية لأيدي المسلمين، والمحافظة على الحقوق الشرعية للمسلمين، وتوحيد شعب فطاني المسلم، وصبغ التعليم بالصبغة الإسلامية، وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور، وتعيين المسلمين بالوظائف القيادية.
ولقد حاولت تايلاند إضعاف موقف حركة التحرير فتم انتخاب 6 أعضاء من المسلمين للبرلمان وعين 3 أعضاء مسلمين في سنة 1395هـ، كما شغل مسلم وظيفة نائب وزير. وفي انتخابات سنة 1396هـ تم انتخاب 14 عضواً من المسلمين، منهم 11 عضواً من جنوب تايلاند حيث الأكثرية الإسلامية، وعين مسلمان في وظيفتي نائب وزير، والهدف هو إيهام المسلمين باستجابة مطالبهم، غير أن هذا لم ينه المشكلة الأساسية، فلا تزال حركة تحرير فطاني تناضل من أجل حقوق شعب فطاني المسلم، وما زال المسلمون يعانون من الاضطهاد البوذي، ولقد جاء بمذكرة أمانة رابطة العالم الإسلامي المرفوعة لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة في ربيع الأول سنة 1401هـ (إن التقارير الواردة للأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي حول المسلمين في فطاني تفيد أن حكومة تايلاند البوذية تواصل سياستها الاضطهادية ضد مسلمي فطاني ، وتقوم بحرب نفسية شرسة لقتل روح المقاومة الإسلامية في فطاني وصار القتل الجماعي وإحراق الأحياء الإسلامية ، وانتهاك الحرمات من الأعمال الاعتيادية التي تقوم بها القوات البحرية التايلاندية، ولقد أحرقت القوات التايلاندية ما يزيد على مائة شاب مسلم من فطامي بالبنزين، كما سجنت وقتلت العديد من علماء الدين الإسلامي). وطالبت رابطة العالم الإسلامي حث حكومة تايلاند على وقف العمليات العسكرية ضد شعب فطاني والعمل على تحسين أوضاع المسلمين الاقتصادية.
تحديات :
يبرز العديد من التحديات ضد المسلمين في فطاني ، حيث تحاول السلطات البوذية التايلاندية إضعاف شوكة المسلمين وإذابتهم في الكيان التايلاندي . ومن هذه التحديات :
 -تغيير أسماء المسلمين ، وتغيير أسماء القرى والولايات وإلغاء حجاب المرأة.
-الهجرة إلى فطاني، حيث تهجر السلطات التايلاندية البوذيين إلى فطاني لتحد من الأغلبية المسلمة. -إضعاف اقتصاديات المناطق الإسلامية، وذلك بتمليك أخصب الأراضي للبوذيين .
-محاربة التعليم الإسلامي، ومحاولة فرض اللغة التايلاندية في دواوين الحكومة .
-تشجيع التنصير والبعثات التنصيرية للعمل في البلاد .
-الدس الرخيص في تزييف الكتب الإسلامية التي تطبعها الحكومة .
أساليب محاربة المسلمين في فطاني
تعتبر تايلاند في حكم الدولة المحتلة المستعمرة لأرض فطاني التي كانت بلداً مسلماً لفترة طويلة لذلك فإن أساليب تايلاند في محاربة المسلمين لا تختلف كثيراً عن أساليب الاستعمار الصليبي في أفريقيا وآسيا والدول المسلمة ومن تلك الأساليب:
1- الهجرة: تعتبر أرض فطاني من أخصب الأراضي لذلك عملت تايلاند على إقامة معسكرات لاستقبال وتوطين المهاجرين والتايلانديين وتستولي على أخصب البقاع وتمدهم بالمرافق اللازمة وهذه الهجرة تؤدي إلى آثار خطيرة منها:
- إضعاف نسبة المسلمين في هذا البلد ورفع نسبة البوذيين .
- اتخاذ هؤلاء المهاجرين الجدد كأداة لنشر الثقافة والعادات البوذية واستخدامهم أيضاً كجواسيس وعيون لنقل أخبار المقاومة الفطانية وعند حدوث الصدامات يستخدمونهم كجنود ومقاتلين.
- تحقيق السيطرة الاقتصادية على الموارد والأراضي الزراعية وبالتالي إفقار الشعب الفطاني فلا يستطيع المقاومة والكفاح المسلح ويكون جل همه تدبير موارد الرزق اليومية.
2- التعليم: كانت المدارس والمعاهد في فطاني تدرس باللغة الملايوية فقامت تايلاند بفرض التعليم باللغة السيامية وأحضروا مدرسين تايلانديين وجعلوا المناهج فيها تخدم مصالحهم وقامت بإغلاق الكتاتيب التي تعلم القرآن والقراءة والكتابة، وعلى الطلاب الذين يريدون الانتساب إلى مدارس الحكومة أن يغير اسمه العربي أو الملايوي إلى اسم سيامي بوذي، واشترطت على هؤلاء الخريجين من المدارس الفطانية أن يجيدوا القراءة والكتابة بالتايلاندية وإلا فلا قيمة لشهاداتهم أبداً، وعمدت تايلاند إلى إهمال التربية الدينية وتعيين مدرسين موالين لها يجهلون الإسلام في مناصب التعليم الإسلامي لينشأ عن ذلك كله أجيال بعيدة كل البعد عن الدين والهوية الإسلامية.
3- إثارة الخلافات: بالعمل على بث الفرقة والخصومات بين العلماء وإثارة الفتن بين أتباع المذاهب الفقهية وإثارة الخلافات بين المدن والمناطق والسكان.
4- نشر الفواحش: تعتبر تايلاند رائدة سياحة الفواحش على مستوى العالم بأسره يأتيها الفساق من كل حدب وصوب ابتغاء الشهوة والمحرمات وهي بالتالي تعمل على نشر المفاسد بين المسلمين بإقامة بيوت الدعارة المرخصة والملاهي الليلية وتعليم الرقص في المدارس.
5- التعمية: بقطع كل أخبار مسلمي فطاني عن العالم الخارجي ومنع دخول المسلمين من خارج فطاني إليها ورفع هذا الحظر قليلاً مؤخراً وخاصة الصحفيين.
6- اليهود: استقدمت الحكومة التايلاندية عدداً من المدرسين اليهود من فلسطين وذلك لبث كراهية العرب في النفوس ومن ثم كراهية المسلمين عامة ثم تقوم تايلاند بنشر الدعاية المسمومة أن أهل فطاني يفضلون المدرسين اليهود على غيرهم في التعليم والثقافة فتعرض الحكومات المسلمة عن تقديم أي مساعدات لأهل فطاني.
7- التحريف: لكتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء ترجمتها إلى اللغة التايلاندية فيضلوا المسلمين ويصدون من يريد الدخول في الإسلام من البوذيين.
8- الدعايات الكاذبة: لم تكتف تايلاند بالعمل على الصعيد الداخلي فقط بل أخذت تعمل على بث الدعايات الكاذبة على الصعيد الخارجي باتهام المسلمين بفطاني بتهم مختلفة منها:
- تهمة الشيوعية بعد أن تعمدت تايلاند جعل الشيوعيين الصينيين يفرون إلى أرض فطاني ليكون ذلك الفرار ذريعة للطعن على أهل فطاني واتهامهم بالشيوعية وهي تهمة تنفر كل مسلم.
- تهمة التخابر لصالح إندونيسيا لأن أصل الفطانيين والإندونيسيين واحد وهو الأصل الملايوي مما يجعل العالم الخارجي ينظر بعين الشك لمحاولات الفطانيين الاستقلال.
9- التضليل الإعلامي: بذر الرماد في العيون فلقد اتصلت حكومة تايلاند برابطة العالم الإسلامي وطلبت فتح فرع لها بالعاصمة بانكوك للتغطية على الأعمال الإجرامية التي تقوم بها ضد المسلمين.
10- إفساد العقيدة الإسلامية: بالسماح للدعاية القاديانية التي هي أصلاً صنيعة الإنجليز وهي فرقة خارجة عن الإسلام بالعمل داخل فطاني لإفساد عقائد المسلمين وإيقاع الفرقة والإقتتال بينهم.

وأخيراً : فإن المسلمين هناك مازالوا يعانون الأمرين من ضغط الأعداء وغفلة الأصدقاء ومواردهم قليلة وضعيفة والسلاح عندهم شحيح لا يحصلون عليه إلا غنيمة في القتال هذا غير الفقر والجهل المطبق عند الكثير منهم ولكن هناك بارقة أمل أشرقت على البلد متمثلة في الصحوة الإسلامية هناك بعد دخول بعض المراكز الإسلامية التي تمولها بعض دول الخليج أمثال السعودية والكويت والإمارات، وأثمرت هذه المراكز ثمرات طيبة ولكنها لا تكفي وحدها لإنقاذ المستضعفين من المسلمين هناك وما زال على المسلمين واجب كبير تجاه إخوانهم هناك.

دور جامعة جالا الإسلامية في تعليم المسلمين بفطاني
بداية إنشاء جامعة جالا الإسلامية
منذ السنوات الطويلة قد تأسست المؤسسة الخيرية الإسلامية للتعليم العالي في جنوب تايلند، حيث تقطن أغلبية مسلمة يقدر عددهم بما يزيد على خمس ملايين مسلم. ولقد وضعت هذه المؤسسة على عاتقها العناية بالجانب التعليمي للمسلمين في تايلند، وبخاصة في جنوب البلاد.
وفي يوم الأربعاء الثالث والعشرون من شهر محرم لعام 1419هـ الموافق 20/5/1998م، احتفلت المؤسسة الخيرية الإسلامية بالحصول على ترخيص إنشاء أول جامعة أهلية إسلامية في جنوب تايلند. ويعتبر هذا الترخيص الرسمي بمثابة الاعتراف الحكومي بصلاحية شهادة التخرج من هذه الجامعة لدى أجهزة الدولة وأنها مطابقة للنظم التعليمية المعمول بها في البلاد.
         وكان هذا الترخيص من الأحلام التي تراد المسلمين في جنوب تايلند؛ كون التعليم الإسلامي في تايلند يعاني تقلصا وتقليصا، كما أنه يعاني من تأثير التعليم الرسمي التايلندي الذي يجعل من الثقافة البوذية محورا تعليميا استراتيجيا.
          ولقد حاولت الحكومة التايلندية استقطاب رضا المسلمين عبر إنشاء كليات لمقارنة الأديان تتضمن مقررات دراسية عن الإسلام، لكن المسلمين عبروا عن استيائهم لهذا التقصير الحكومي بالإصرار على إرسال أبنائهم للدراسة في الخارج، وبخاصة في الجامعات الإسلامية، كالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وجامعة الأزهر في مصر، وجامعة الخرطوم بالسودان، وجامعة اليرموك في الأردن، وغيرها من جامعات الدول العربية والإسلامية، ويقدر عدد الطلاب المغتربين لاستكمال التعليم الديني قرابة الخمسة آلاف طالب، معظمهم يدرس على نفقتهم الشخصية.
          ولقد كان هذا الإيفاد للخارج هما يؤرق القيادات الدينية الإسلامية في تايلند، لمعرفتهم بضخامة النفقات الباهظة التي يبذلها أولياء الأمور في سبيل تعليم أبنائهم، فكانت هذه النواة التعليمية مشروعا تعليميا استراتيجيا يهدف إلى توفير الوقت والنفقات على المسلمين في تايلند لتعليم أبنائهم.
          والجدير بالذكر أن فكرة هذه الجامعة قد اختمرت في عقول الكثير من الدعاة والعلماء في تايلند، ولم يتوفر لها الجهد والمال اللازم لتطبيقها، حتى جاء الأستاذ أحمد حسين الأزهري، وهو من قدماء خريجي الأزهر من الطلبة التايلنديين، والدكتور أحمد لطفي فطاني خريج جامعة محمد بن سعود بالرياض، فعقدا العزم على إخراج هذه الفكرة إلى حيز التطبيق، فأسسا المؤسسة الخيرية الإسلامية كخطوة قانونية لاستكمال إجراءات استصدار رخصة الجامعة.
          ولقد تعمدت الكلية الإسلامية في جالا أن تستبق الأحداث، فقامت بشراء قطعة أرض في إحدى أحياء مدينة جالا في جنوب تايلند، وأنشأت بعض المباني التعليمية، وبدأت العمل في هذه الكلية بالفعل قبل حصولها على الرخصة الرسمية من الحكومة التايلندية.
          ويعود الفضل الأكبر في استصدار الرخصة إلى الدكتور وان محمد نور متها، رئيس البرلمان التايلندي السابق، الذي كان صاحب نفوذ في الحزب الحاكم في حينها، والذي سعى في الحصول على هذه الرخصة، وجميع المسلمين يدركون إنه لولا جهود هذا الرجل - بعد فضل الله تعالى - لظلت الكلية الإسلامية في جالا مجرد حلم يراود العاملين فيها.
          وقد واجهت الكلية الإسلامية صعوبات جمة من أجل الحصول على الرخصة التعليمية، كان من أهمها الشروط الهندسية والمعمارية والتعليمية التي وضعتها وزارة التعليم العالي للسماح بإنشاء الجامعات الأهلية، وكان من أهمها أن تكون الجامعة على مساحة مائة فدان على الأقل، وأن تتضمن خمس كليات، ولم تكن مباني الكلية حينئذ منشأة إلا على مساحة 43 فدانا فقط، مما اقتضى السعي للحصول على معونات وهبات لشراء قطعة أرض، وقد وفق القائمون على أمر هذه الكلية الوليدة بشراء قطعة أرض بمساحة أكثر من 200 فدان في إحدى ضواحي جالا جنوب تايلند، كما حصلوا على معونات من دولة قطر والمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى لاستكمال بناء المنشآت اللازمة.
محاولة تطوير الجامعة والمدعمون لها
كانت باكورة الدّعم المادّي  عام 1988م من لدن البنك الإسلامي للتنمية بجدّة – المملكة العربيّة السّعوديّة لتشييد مبانيها والمرافق اللازمة للعمليّة التعليميّة الجامعيّة بمبلغ قدره مليون ومائتي ألف دولار،  ثمّ كانت التّوصية المباركة من لدن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في الاجتماع لدورته الرّابعة والثّلاثين بمكّة المكرّمة عام 1995م وتتويجًا لهذه الّتوصية بادرت هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالميّة – المملكة العربيّة السّعوديّة، المبنثقة عن الأمانة العامّة لرابطة العالم الإسلامي بدعم الميزانيّة التشغيليّة للرّئاسة وكليّة الدّراسات الإسلاميّة والمكتبة العامّة سنويّاً قدر (مليون وخمسمائة ألف ريال)، حيث أُدرج مؤخّراً معهد اللغات العالميّة التابع للكليّة، بالإشراف الأكاديمي من قبل جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة .
وتتالت فواتح الخير، ففي 3 أبريل 1998م، حصلت الكلية الإسلاميّة بجالا على التّرخيص الرّسمي لمزاولة المهام التّعليم الجامعي من قبل وزارة شؤون الجامعات التايلانديّة، بموجب وثيقة الوزارة رقم 4/2541، وهي من حينها تحمل اسم "الكلية الإسلامية جالا" باعتبار الموقع في ولاية جالا جنوب تايلاند، وكافة أموالها وممتلكاتها ودعوماتها للعمليّة التعليميّة الجامعيّة تحت إشراف المؤسّسة الخيريّة الإسلاميّة للتعليم العالي بجنوب تايلاند .
في عام 1999م، وافق المجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة بالمملكة العربيّة السّعوديّة برئاسة صاحب السّمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود  على الأسماء المرشّحة من قبل معالي وزير التّعليم العالي بالمملكة العربيّة السّعوديّة لعضويّة مجلس أمناء الكلية الإسلامية جالا، وأعضاء لجنة الإشراف الأكاديمي على مناهجها من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة.
ومع قرب انقضاء خطّتها الخمسيّة الأولى، وبالتّحديد في 31 يناير 2000م حازت الجامعة على شرف الدّعم المادّي والمعنوي؛ لاستحداث مدينتها الجامعيّة في ولاية فطاني بمكرمة سامية من لدن حضرة صاحب السّمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بوساطة وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بها مبلغ قدره (ثلاثة ملايين ريال قطري)، لأمر تشييد وتأثيث مبنيي الشّيخ قاسم بن محمّد آل ثاني (رحمه الله) للرئاسة وكليّة الدّراسات الإسلاميّة .
وفي 30 يناير 2002م، اعتمدت هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالميّة بالمنطقة الشّرقيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة على إيفاد المدير التنفيذي بمكتبها لعضويّة مجلس أمناء جامعة جالا الإسلامية.
وفي 1 أبريل 2002م، أبدت مؤسّسة الحرمين الخيريّة الموافقة على تمويل مشروع بناء مسجد الحرمين في المدينة الجامعيّة للجامعة قدر (مائة وسبعة وستّين ألف، ومائتين وخمسة وخمسين دولار، ومائة وخمسة وعشرين سنتا)، إلاّ أنّ المشروع توقّف لحلّ مناشط مؤسّسة الحرمين الخيريّة، ثمّ تكرّمت وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بدولة الكويت بتغطية نفقات المشروع بمبلغ قدره (سبعين ألف ديناركويتي)، وذلك في 13 مايو 2005م .
وفي 13 مايو 2002م، نالت الكليّة الإسلاميّة جالا مكرمة سامية ضافية من لدن حضرة صاحب السّمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بوساطة وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بها بمبلغ قدره ( ثلاثمائة وثمانية عشر ألف، وثمانمائة وخمسة وسبعين دولار أمريكي)، لتغطية تكاليف المرحلة الأولى لمشروع المدينة الجامعيّة المتضمنة: النظام الكهربائي الأوّلي ولوازمه، وتمهيد الطّريق الأوليّة وتعبيدها وتسيير الصّرف الصّحي الأوّلي للمياه، فكان شرف الاحتفاء بهذه المشروعات في 22 سبتمبر 2002م، برعاية سعادة السيّد أحمد بن عبد الله المرّي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلاميّة بدولة قطر .
وفي 12 يناير 2003م، تكرّمت وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بدولة الكويت بالموافقة على تمويل مشروع بناء مركز البحوث العلميّة لمكتبة دولة الكويت العامّة. بتكلفة إجماليّة مائة ألف دينار كويتي.
وفي 1 أبريل 2003م، بدأ العمل في تنفيذ مشروع قاعة وان محمّد نور مأتها الكبرى للمؤتمرات، بتكلفة إجماليّة قدرها (ثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف دولار أمريكي)، بوساطة معالي رئيس مجلس أمناء الكلية الإسلاميّة جالا.
وفي 1 مايو 2003م، بدأ العمل في مشروع تشييد مبنى كليّة الاقتصاد والعلوم الإداريّة على نفقة مبرّة منابع الخير بوساطة لجنة جنوب شرق آسيا لجمعيّة إحياء التّراث الإسلامي بدولة الكويت ، بميزانيّة قدرها أربعمائة وخمسين ألف دولار أمريكي.
وفي 4 أبريل 2004م، تمّ توقيع اتفاقيّة العمل في مشروع تشييد مبنى كليّة الشّيخ قاسم بن محمّد آل ثاني للعلوم والتّكنولوجيا ومستلزماته من الآلات والأدوات والوسائل التّعليميّة، بميزانيّة قدرها (ثلاثة ملايين ريال قطري)، على نفقة حضرة صاحب السّمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر بوساطة وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بها .
وفي 1 سبتمبر 2005م، تمّ توقيع اتفاقيّة بدء العمل لمشروع مجمّع السّكن الدّاخلي لطالبات كليّة الاقتصاد والعلوم الإداريّة بميزانيّة قدرها ستمائة واثنين وأربعين ألف، وخمسمائة دولار أمريكي، على نفقة مبرّة منابع الخير بوساطة لجنة جنوب شرق آسيا لجمعيّة إحياء التّراث الإسلامي بدولة الكويت .
وفي 13 نوفمبر 2005م، اعتمدت وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بدولة الكويت على
إيفاد وكيل الوزارة المساعد للتنسيق الفنّي والعلاقات الخارجيّة لعضويّة مجلس أمناء الكليّة .
وفي 14 سبتمبر 2005م ، أشارت وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بدولة قطر إلى الموافقة الكريمة لحضرة صاحب السّمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، بشأن شراء عقار وقفي بمبلغ (عشرة ملايين ريال قطري)، يعود ريعه لتغطية نفقات تشغيل كليّة الشّيخ قاسم بن محمّد آل ثاني  للعلوم والتّكنولوجيا.
ومع الجولة التفقديّة الّتي قام وفد لجنة التّعليم العالي بوزارة التعليم التايلانديّة في 17 سبتمبر 2006م؛ للاطلاع على مستجدّات أمر ترقية الكليّة الإسلاميّة جالا إلى جامعة إسلاميّة، نوّه الوفد بأنّه سيتم منح الترخيص الرّسمي لمزاولة مهام التعليم الجامعي بمسمّى (جامعة جالا الإسلاميّة) في عام 2007م .
وطوال هذه الفترة الزمنيّة لمسيرة الكليّة الإسلاميّة جالا، ثمّة مساعدات مقطوعة لدعم مناشطها التّربويّة والتّعليميّة والاجتماعيّة من لدن وزارة الشّؤون الإسلاميّة والأوقاف والدّعوة والإرشاد بالمملكة العربيّة السّعوديّة، كذا مساعدة مقطوعة لمناشطها من لدن صندوق التّضامن الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ISESCO) المنبثقان عن منظمة المؤتمر الإسلامي .
وثمّة منح دراسيّة من لدن هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالميّة بالمملكة العربيّة السّعوديّة لطالب وافد من كازاخستان وبعض الطلبة الوافدين من كمبوديا، والنّدوة العالميّة للشّباب الإسلامي بالمملكة العربيّة السّعوديّة لعموم الطلبة، ومؤسّسة محمّد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيريّة والإنسانيّة لبعض الطلبة الوافدين من الصّين، وجمعيّة الرّحمة للأعمال الخيريّة بدولة الإمارات العربيّة المتحدة لبعض الطلبة الوافدين من كمبوديا، وجمعيّة الإصلاح الاجتماعي لبعض الطلبة الوافدين من كمبوديا، ولجنة مسلمي آسيا للهيئة الخيريّة الإسلاميّة العالميّة بدولة الكويت لبعض الطلبة الوافدين من الصّين، ومؤسّسة الرّحمة الخيريّة لندن المملكة المتحدة لعموم الطلبة المتفوّقين.
كليات جامعة جالا الإسلامية وأقسامها
       بيّن الدكتور لطفي أن للجامعة الآن ثلاث كليات وهي: كلية الدراسات الإسلامية وتضم أقسام الشريعة والدراسات الإسلامية وأصول الدين والدعوة وتنمية المجتمع والكتاب والسنة، وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وتضم أقسام اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللغة الملاوية وعلوم التأريخ والحضارة الإسلامية والإدارة العامة وإدارة الأعمال والاقتصاد المالي والمصارف الإسلامية، وكلية العلوم والتكنولوجيا، وتضم أقسام تكنولوجيا المعلومات والعلوم العامة وعلوم الزراعة وعلوم الأغذية وتكنولوجيا الأحياء والتمريض.
وكذلك كلية التربية وتقدم الدبلومين العالميين التربويين لتعليم اللغتين العربية والإنجليزية مشيراً إلى أن الجامعة تمنح الماجستير في أقسام الشريعة واللغة العربية والكتاب والسنة والعلوم السياسية والمناهج وطرائق التدريس ولتأريخ الحضارة الإسلامية، كما تمنح الدكتوراه في قسم الدراسات الإسلامية.
        الجدير الذكر أن الدراسة في الكلية الإسلامية في جالا باللغة العربية كلغة أولى رسمية، وتأتي بعد ذلك اللغة التايلندية واللغة الإنجليزية. ونظام الدراسة المتبع في الكلية هو نظام الساعات بحيث يجب على كل طالب أن يحصل على 145 ساعة معتمدة على الأقل من متطلبات الكلية لنيل الشهادة الجامعية.
        ويكون المنهج المقرر المرخص من قبل وزارة شئون الجامعات كالتالي:
-1
المتطلبات العامة 38 ساعة
-2
المتطلبات الخاصة 102 ساعة وتتضمن:
-متطلبات التخصص الإجبارية 87 ساعة.
-
متطلبات التخصص الاختيارية 15 ساعة.
3- المتلطبات الاختيارية الحرة 5 ساعات.
      وقد أعلنت الجامعة أن سياستها العامة تقوم على أساس عقيدة السلف الصالح التي تهدف إلى بناء الجيل المؤمن الرباني والعالم الداعية المبني على إخلاص العبادة لله وحده وتجريد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، القادر على نباء الفرد والأسرة والمجتمع كما يقتضيه الكتاب والسنة بواسطة أحدث النظم التعليمية والتربوية المتوازنة المتواصلة الشاملة المتكاملة.
       تمنح الجامعة درجة العالية (الليسانس) في الشريعة وأصول الدين وغيرهما في مختلف التخصصات. وتقبل الجامعة كل الطلبة الذين استكملوا الدراسة في المعاهد الدينية الثانوية المنتشرة في طول البلاد وعرضها، ولكنها تشترط استكمال التعليم الرسمي التايلندي حتى السنة الثالثة المتوسط لأنه شرط متضمن في قانون إنشاء الجامعات.
       وعند تقديم الطالب نفسه الجامعة يجرى له اختبار دخول يتضمن امتحانا أساسيا في اللغة العربية لمعرفة مدى مقدرته على استيعات الدروس باللغة العربية، فإذا كانت لغته العربية تعاني ضعفا تعد له دورة تعليمية مكثفة في اللغة العربية لمدة سنة ثم يتأهل بعد ذلك للدراسة في أولى سنوات الكلية.
       تتقاضى الكلية مصروفات رمزية إلى حد كبير، ومداخيل الكلية ما زال قائما على الإعانات الداخلية والخارجية، وما تحتاجه الكلية بالفعل أوقاف دائمة تدر دخلا ثابتا يوفر عليها الكثير من المصروفات التي تنفق على المسيرة التعليمية في هذه الجامعة المباركة إن شاء الله تعالى.
رؤية الجامعة والخطط المستقبلية لها
تعدّ جامعة جالا الإسلامية بولاية فطاني جنوب تايلاند الجامعة الوحيدة في مملكة تايلند التي تدّرس العلوم الشرعية والأكاديمية لأبناء المسلمين، ولتخريج الكوادر الأكاديمية وبناء القوة العلمية والتنافس لمواكبة ثورة المعلومات.
وأوضح رئيس الجامعة وعضو البرلمان التايلندي الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا أن الجامعة التي تقع مبانيها على مساحة 400 ألف متر مربع بتكلفة بلغت 15 مليون دولار تهدف إلى تخريج جيل صالح بجودة شاملة لتأدية الواجبات الإسلامية تجاه المجتمع بالتعاليم الإسلامية السمحة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعيم البحوث العلمية استجابة لمتطلبات المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية، وتقديم الخدمات التربوية والتعليمية والتوجيهية والتوعوية والإرشادية للمجتمع، وإحياء التراث والثقافة والعادات والتقاليد المحلية المتمشية مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والتنظيم الإداري بجودة شاملة لإبراز مثالية مؤسسات التعليم العالي الإسلامي، وتوثيق التفاهم العلمي والتعاون الأكاديمي مع مؤسسات التعليم العالي داخل تايلند وخارجها للنهوض بالتعليم العالي الإسلامي نحو الجودة العالمية مشيراً إلى أن الجامعة تحتضن وفوداً من الطلاب من دول الصين وكمبوديا وكازاخستان والسويد وماليزيا واندونيسيا.
وأشار الدكتور جافاكيا إلى أن الجامعة وقعت على (11) مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والأكاديمي مع العديد من الجامعات المحلية والإقليمية والدولية بهدف إقامة الروابط العلمية والثقافية والفكرية والأكاديمية في مجال خدمة الإسلام والمسلمين والدراسات الإسلامية إضافة لعضويتها في اتحاد جامعات العالم الإسلامي بالمغرب، وتعيينها سكرتارية مجلس التعاون الإقليمي آسيان” لمؤسسات التعليم العالي الإسلامي التي عددها أكثر من 30 جامعة بجنوب شرق آسيا.
         وعن الخطط المستقبلية للجامعة أوضح الدكتور جافاكيا أن الجامعة تتطلع لقبول ألف طالب و30 مدرساً وافداً من خارج تايلند وخاصة من الدول المجاورة، والتطلع لتطبيق نظام الجودة الشاملة بحكم أن الجودة جزء من التزام المسلم العقدي والعبادي وأن التعليم العالي يحتاج إلى توجيه الاهتمام إلى النوعية والجودة لما يتعرض له من إفرازات العولمة وهو مادفع الجامعة للأخذ بنظام الجودة العالمي وتبني معاييره وآلياته مشيراً إلى أن جامعة جالا تقع على عاتقها مسؤولية كبرى لتطبيق هذا النظام العالمي باعتبارها تقدم دراسات في العلوم الشرعية والإنسانية وتسعى إلى توجيه العلوم التطبيقية أكاديمياً في بيئة الأقلية المسلمة وأضاف الدكتور لطفي أن الجامعة ضمن خطتها الخمسية التي تنتهي في العام الدراسي 2010م ـ و في العام الدراسي 2008م فتحت برنامج الماجستير في أقسام الكتاب والسنة والمناهج وطرائق التدريس والعلوم السياسة وبدأ بمرحلة الدكتوراه لقسم الدراسات الإسلامية في العام الدراسي 2010م.

تقديم الخدمات التربوية وإنشاء المراكز
وحول البرامج الأخرى للجامعة أوضح الدكتور لطفي أن الجامعة أقامت عدداً من الندوات والدورات والمنتديات والملتقيات بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ورابطة العالم الإسلامي، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وإدارة المساجد والمشاريع الخيرية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولجنة جنوب شرق آسيا لجمعية التراث الإسلامي بدولة الكويت، إضافة لترجمة الكتب إلى اللغات التايلندية والمالاويه والإنجليزية والصينية.
وفي عام 2006م تم افتتاح بيت الطالبات في جامعة جالا التايلندية برعاية وحضور وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية عبدالله البراك ويعتبر مشروع «المجمع السكني للطالبات» الذي تم تنفيذه بواسطة لجنة جنوب شرق آسيا في جمعية احياء التراث الإسلامي من المشاريع الخيرية الكبيرة التي تخدم جامعة جالا الإسلامية وتدعم رسالتها العلمية والتربوية في خدمة الأقلية المسلمة في تايلند وخارجها ويحوي المجمع السكني الذي بني على أرض تبلغ مساحتها 2283 متراً مربعاً «122 غرفة» ويحتضن «327 طالبة» ويمكنه استيعاب اكثر من 450 طالبة.
وقد فتح في 22 /5 / 2012 بجامعة جالا الإسلامية مركز الشفيع لخدمة القرآن الكريم بالتعاون مع جمعية الشيخ أحمد الدبوس الخيرية ومؤسس وقفية الشفيع لخدمة القرآن الكريم. حيث بدأت الفكرة تراود الشيخ اسماعيل على شكل امنية منذ عشرين سنة ثم تلاقت الافكار مع زميل الدراسة وحامل لواء القرآن الشيخ أحمد الدبوس الذي ما تردد فمول المشروع من خلال وقفية الشفيع لخدمة القرآن الكريم بالكويت تحقيقا لأهداف سامية أهمها :
.1
العناية بالقرآن الكريم حفظا وفهما وتطبيقا وتعليما.
2
.استغلال الفترة الذهبية (الفترة الجامعية) من العمر بربط الشباب بالقرآن الكريم وتعاليم الإسلام.. 3. تربية الشاب تربية إيمانية شاملة.
.4
العناية بالنماذج النوعية المتفوقة من الشباب والارتقاء بهم.
.5
توفير الجو المناسب للتحصيل والتعلم.
      والرسالة الاولي التي يعمل من أجلها مركز الشفيع هي اعداد نماذج قرآنية تحمل الصفات الاربعة (الحفظ – الفهم – التطبيق – التعليم) لذلك اعتمد المركز برامج رئيسية مثل الدورة الشرعية، وملتقى الحفاظ، واسبوع القرآن، والقافلة القرآنية، ومسابقة الفهم، والمخيم القرآني، مع منهج محدد للحلقة النموذجية يضم التفسير والايمان والعبادات والسيرة، مع مذكرة مرتكزات الفهم، هذا مع بعض الأنشطة المصاحبة من أجل تعميق المفاهيم القرآنية في نفوس طلاب الجامعة.
المراجع:


موقع جامعة جالا الإسلامية، تاريخ الدخول: 2/11/2014
http://yiu.ac.th
موقع مركز الشفيع، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع النهار، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع عكاظ، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع الإسلام ويب، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع تايلاند السياحية، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع مذكرة الإسلام، تاريخ الدخول: 2/11/2014

موقع السكينة، تاريخ الدخول: 2/11/2014

1 komentar:

عيد mengatakan...

السلام عليكم
اين. رابط. الجامعة